الرئيسية| مقالات| التفاصيل

ما هو مشروع قناة إسطنبول، وكيف بدأ إنشاءه؟

25/05/2023 الساعة 02:17 م
تعرفوا معنا على كل ما يلزمكم من معلومات حول مشروع قناة إسطنبول الجديدة

لطالما كان مضيق البوسفور أحد أهم المعابر المائية العالمية وأكثرها ازدحاما، إذ يشهد ما يقرب من ثلاثة أضعاف حركة المرور في قناة السويس، كما أن زيادة حركة النقل البحري وتطور حركة التجارة داخل تركيا بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين، أضافت له أهمية كبيرة.

وبدأت الحكومة التركية ترتب لبدء شق مجرى مائي مواز لمضيق البوسفور، لتخفيف العبء على المضيق، مما سيغير وجه النقل البري والبحري في تركيا والعالم، ومن هنا خرجت فكرة مشروع قناة إسطنبول للعلن.

كيف ظهر مشروع قناة إسطنبول إلى العلن؟

يتمتع مضيق البسفور بموقع استراتيجي شديد الأهمية، حيث يعتبر الممر الوحيد إلى البحر الأبيض المتوسط ​​من البحر الأسود إلى جانب مضيق الدردنيل.

وهو أيضاً الممر الوحيد من البحر الأسود إلى بحر مرمرة، مما جعله يشهد حركة مرور كثيفة. لذلك، في عام 2011 اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، مشروع إنشاء "قناة إسطنبول" لأول مرة، واصفًا إياها بـ "المشروع المجنون".

وهو مشروع إنشاء مجرى مائي مواز لمضيق البوسفور، حيث سيكون ممرًا مائيًا اصطناعيًا يربط البحر الأسود ببحر مرمرة والبحر الأبيض المتوسط ​​، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2023.

وسيتم إنشاء مشروع قناة إسطنبول على بُعد 30 كيلومترا من المضيق، على الجانب الأوروبي من المدينة انطلاقا من بحيرة بيوك تشكمجة الواقعة على بحر مرمرة جنوبا، إلى البحر الأسود شمالا.

وسيبلغ طول هذه القناة 45 كلم، وسيصل عمقها 21 مترا، ويتسع عرضها لحوالي 275 مترا. ووفقاً لتقديرات سابقة للحكومة، سيكلف المشروع خزانة الحكومة التركية قرابة 25 مليار دولار.

أهمية قناة إسطنبول لتركيا

تنظر الحكومة التركية لهذا المشروع على أنه أحد أكبر المشاريع العالمية الحالية، إذ يمثل رؤية "تركيا 2023"، والتي تسعى الدولة التركية لتحقيقها لتكون بين أقوى 10 دول في العالم بحلول الذكرى السنوية الـ 100 لتأسيس جمهوريتها الحديثة.

لعبت جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق التي اتخذتها الحكومة في أنقرة دورا كبيرا في تأخر بدء مشروع قناة إسطنبول، ليبدأ أولى خطواته فعلياً في أواخر شهر يونيو / حزيران عام 2021.

أعلن الرئيس أردوغان حينها عن وضع حجر الأساس لأول جسور القناة والتي الذي سيبلغ عددها 6 جسور، والتي ستكون متصلة ومترابطة بشبكات النقل البري الرئيسة الموجودة حاليا. وستأخذ مدة تنفيذ المشروع ال 6 سنوات، لينتهي عام 2027.

ستدير القناة الجديدة على تركيا عائدات مالية كبيرة قدرت بحوالي 8 مليارات سنوياً، إذ ستسمح لأعداد أكبر من ناقلات النفط، وسفن الحاويات الضخمة التي يبلغ طولها 350 مترا المرور عبر هذه القناة التي ستكون سبيلهم الأنسب للوصول لوجهاتهم.

ستعيد قناة إسطنبول رسم خريطة إحدى أكبر مدن أوروبا، مما يحول الجانب الغربي من اسطنبول إلى جزيرة، لتتحول بذلك المدينة التاريخية إلى مركز تجارة عالمي، نظرا لما ستوفره من بينة تحتية قوية ومناطق صناعية، قادرة على احتواء مشاريع و استثمارات جديدة، بالإضافة إلى مشاريع للتحول العمراني.

 وفقاً لتقارير، ستتحول الضواحي الريفية بين شمالي ووسط غربي إسطنبول إلى مناطق عمرانية كبرى، فبعد إتمام المشروع ستصبح تلك المناطق جزء من مدينة جديدة تبلغ مساحتها 7.5ملايين متر مربع مليئة بالحدائق والمتنزهات المترامية على ضفتي القناة.

وأفادت خطط وتقارير، بتوقعات مدروسة حول زيادة أسعار الأراضي المحيطة بالقناة، إذ ارتفع سعر المتر المربع من الأرض في قرية شاملار من 6.5 دولارات إلى 184 دولارا، بينما بلغ المتر المربع 800 دولار بعد أن كان 25 دولارا في مناطق أخرى مجاورة للقناة.

ما هي أبرز المعوقات التي واجهت المشروع

رغم كل ذلك، وصف رئيس بلدية إسطنبول " أكرم إمام أوغلو" المشروع بالكارثي، فهو يرى أن المشروع سيتسبب في مشاكل بيئية عديدة، كالإضرار بالتربة على جانبي القناة، وتقليل مخزون المياه الجوفية، مما قد يساهم في زيادة الزلازل والهزات الأرضية.

وطالب عدد قليل من الضباط المتقاعدين وبعض من شخصيات المعارضة السياسية في تركيا بالتراجع عن تنفيذ المشروع.

لكن وفقا لقياسات ودراسات شملت 33 فرعا علميا مختلفا، قامت بها 7 من أعرق الجامعات التركية وبمشاركة 200 أكاديمي، أكدت من خلالها بأن قناة إسطنبول ستكون مقاومة للزلازل التي تهدد المدينة، وستقلل من نسب التلوث الناجمة عن مرور عدد كبير من السفن من قلب المدينة.

 

تواصل معنا عبر واتساب واستثمر في اسطنبول الحديثة

كلمات دلالية