بعد أن وصلت أسعار الأراضي والعقارات السكنية بجانب مضيق البوسفور مركز مدينة إسطنبول إلى مبالغ خيالية حالت بين الكثير من المستثمرين والمطورين العقاريين وأحلامهم في الاستثمار بمناطق استراتيجية داخل واحدة من أهم مدن العالم، تقدم لهم الحكومة التركية الفرصة من جديد بأسعار تعتبر أقل من أسعار الأراضي الموجودة على حدود القرى التركية، وهي أراضي قناة إسطنبول الجديدة.
أعلنت الحكومة التركية عن مشروعها الجديد المتمثل بشق قناة مائية جديدة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة تكون موازية لمضيق البسفور، بهدف تخفيف وتنظيم حركة مرور السفن التجارية والنفطية عبر المضيق، ولتنقل بذلك قلب المدينة الاقتصادي على ضفتي القناة الجديدة.
كما أعلنت الحكومة التركية نيتها إنشاء مدينة جديدة ذكية "يني شهير" في الأراضي المحيطة بالمشروع والتي أصبحت معروفة باسم أراضي قناة إسطنبول، لتساعد بذلك على تخفيف التدكس السكاني الذي تشهده مدينة إسطنبول، معتبرة المدينة الجديدة مركز جذب للمستثمرين والمقيمين الأتراك والأجانب.
تضم المدينة مناطق Çilingir, Tayakakadın, Hacımaşlı, Haraççı, Sazlıbosna, Dursunköy, Yeniköy, Baklalı, Hadımköy, Boyalık, Yassıören, Taşoluk، التابعة للمنطقة الكبرى أرناؤوط كوي.
كما تضم كل من، Kayabaşı, Şamlar, Şahintepe التابعة للمنطقة الكبرى باشاك شهير.
وستشمل المدينة، مراكز ترفيهية، وحدائق عامة، وموانئ، مارينا يخوت، ومساجد، ومشافي ومراكز صحية متطورة لتصبح بذلك مؤهلة لاستقبال سكان ما يقارب الـ 500 ألف وحدة سكنية على طول ضفتي قناة إسطنبول الجديدة.
ومن المخطط أن يكون المشروع والمناطق السكنية المحيطة به جاهزة للعمل بعد 6 سنوات من تاريخ البدء أي في عام 2027.
أحدثت القناة الجديدة والتي بدأت ترى النور مع الإعلان عن وضع حجر الأساس لأول جسورها الـ 6 بتاريخ أيار/ مايو 2021، ضجت عالمية وداخلية على صعيد عالم العقارات، إذ شهدت أسعار أراضي قناة إسطنبول والمنشأت العقارية في تلك المنطقة ارتفاعاً كبيراً لم تشهده مدينة إسطنبول من قبل.
كما أن العديد من الشركات العقارية التركية والعربية والأجنبية، سارعت لشراء أراضي قناة إسطنبول المحيطة بالمشروع لما له من عوائد مادية مستقبلية كبيرة.
يقسم الخبراء العقاريين أراضي قناة إسطنبول إلى عدة أقسام من حيث أولوية الاستثمار، نستعرضها لكم في هذا التقرير:
الاستثمار في أراضي قناة إسطنبول:
ينقسم الاستثمار في الأراضي المحيطة بقناة إسطنبول إلى قسمين، وهما:
الأراضي الداخلة حيز إعادة التنظيم:
أعلنت الوزارة عن موافقتها إعادة تنظيم الأراضي في الإيتاب الأول والثاني والثالث الواقعة بجانب مشروع قناة بتاريخ 17 يناير/كانون الثاني 2022.
وأصبحت هذه الأراضي بموجب القرار أراضي صالحة للإعمار بعدما كانت أراضي زراعية، وتعتبر هذه الأراضي هي الأعلى ثمناً بين الأراضي الواقعة ضمن مخططات المدينة الجديدة "يني شهير".
ويرى الخبراء في هذه الأراضي نسبة معقولة من الأمان بجانب إمكانية البدء بتنفيذ المشاريع الإعمارية عليها، كما قامت دائرة البناء والإسكان التركية "توكي" بالإعلان عن أول مشاريعها السكنية ضمن حدود الأراضي الداخلة حيز إعادة التنظيم.
الأراضي الغير داخلة حيز إعادة التنظيم:
ويمكن تقسيم الأراضي الغير داخلة حيز إعادة التنظيم إلى قسمين كذلك، وهما:
أراضي قناة إسطنبول التي تنتظر قرار إعادة تنظيمها:
تنتظر الأراضي الواقعة ضمن الإيتاب الرابع والخامس دخولها حيز إعادة التنظيم، ولكن لم تصدر أي تفاصيل رسمية حول خطط إعادة تنظيمهم.
ويرى الخبراء العقاريين في هذه الأراضي فرصة للمستثمرين الذين يرغبون في شراء الأراضي بأقل الأسعار، مشددين على ضرورة التأكد من نية الحكومة التركية إدخال هذه المناطق حيز إعادة التنظيم من عدمها.
أراضي قناة إسطنبول التي لا تشملها قرارات إعادة التنظيم:
وهي الأراضي التي ستبقى بصفة زراعية وغير قابلة للاعمار، ولا يرى الخبراء الاستثماريين في هذا النوع من الأراضي مشكلة كبيرة في حال كان المستثمر لا يطمح لإنشاء مشاريع عقارية على الأرض، إذ أن هذا الاستثمار مُربح على المدى البعيد، لا سيما أنّ قناة إسطنبول ستكون جاهزةً بعد 7 سنواتٍ على الأقل، وهذا النوع من الأراضي أقلّ تكلفةً وسعراً من الأنواع الأُخرى، ومن الممكن بيعها مُستقبلاً بعد ازدياد سعرها.
الاستثمار في العقارات الجاهزة:
يفضل بعض المستثمرين الاستثمار في العقارات الجاهزة، لتجنب الدخول في معاملات شراء الأراضي وإعادة تنظيمها والبناء وما إلى ذلك، ويرى الخبراء الاستثماريين في الاستثمار في العقارات الجاهزة نسبة أعلى من غيرها من ناحية الأمان العقاري، ولكن أسعار العقارات الجاهزة ولا سيما تلك القريبة من قناة إسطنبول من المتوقع أن تصل أسعاراً أعلى من أسعار الأراضي في الوقت الحالي.
وإذا أردنا إيجاز الأسباب التي تدفع المستثمرين نحو الاستثمار في مناطق المدينة الجديدة على أطراف قناة إسطنبول، يمكن ذكر الأسباب التالية:
- رعاية الحكومة التركية المباشرة للمشروع
- بدء توافد شركات الإنشاء التركية إلى أراضي المدينة، بهدف تأسيس المشاريع السكنية والترفيهية
- انخفاض الأسعار حالياً مقارنة بمقدار التوقعات لها في المستقبل
- دخول بعض الأراضي حيز إعادة التنظيم بشكل رسمي
- التوقعات بنقل مركز مدينة إسطنبول إلى ضفتي القناة
- الأهمية السياحية للمنطقة حال إكمال المشروع
- المخططات بضم المنطقة لأحدث المدن الطبية والمراكز الترفيهية والسياحية