واجه مشروع قناة إسطنبول الجديدة كثيراً من الانتقادات الداخلية والخارجية منذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته والحكومة التركية إنشاء قناة جديدة تربط بحر مرمرة بالبحر الأسود تخفف الحركة المرورية للسفن من مضيق البوسفور.
ولم تكن الانتقادات الخارجية بقدر ما كانت عليه الانتقادات الداخلية التي اتهمت المشروع بأنه سيكون سبباً في التلوث البيئي في مدينة إسطنبول وجعلها أكثر عرضة للزلازل.
فندت الحكومة التركية عن طريق الحجج والبراهين والدراسات المعمقة جميع الانتقادات الموجهة للمشروع، ودافعت عنه مغمضة طرفها عن الانتقادات التي كانت ولا تزال تتبع لمصالح المعارضة السياسية.
وهذا ما أكده وزير البيئة التركي مراد كوروم، قائلاً: نحن نؤمن بمشروع قناة إسطنبول، والحديث عن التراجع غير صحيح وغير مطروح على طاولة النقاش، سنكمل ما بدأنا به وسنثبت للجميع أن قناة إسطنبول الجديدة كانت فكرة صائبة عادت بالنفع على جميع أنحاء تركيا".
وباتت الخطوات الإيجابية على أرض الواقع التي تنفذها الحكومة التركية ممثلة بالجهات المعنية كوزارة البيئة والمواصلات والإسكان عامل تحفيز للكثير من المستثمرين الأجانب الذين يرغبون بالاستثمار العقاري في المدينة الذكية على ضفتي قناة إسطنبول الجديدة.
ولكن، يبقى لدى المستثمر الأجنبي رغبة بمعرفة التفاصيل حول آخر ما وصل إليه المشروع وما هي الخطوات القادمة ليتسنى له وضع خططه الاستثمارية وتوقع العوائد المالية التي ستعود عليه من الاستثمار في هكذا مشروع.
في هذا التقرير، نذكر لكم في نقاط آخر تطورات مشروع قناة إسطنبول والمدينة الذكية على ضفتيه.
وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حجر الأساس للجسر الأول من الجسور الـ 6 المخطط إنشاؤها على طول القناة لتصل بين جانبي القناة في 29 أيار/ مايو 2021، ولايزال العمل مستمر على إكمال الجسر الأول المعروف باسم سازلي درة "Sazlıdere "، والذي يبلغ طوله 860 متراً وعرضه 46 متراً، وبحسب المخططات التابعة لوزارة المواصلات التركية سيكون الجسر الأول جاهزاً نهاية عام 2023.
أعلنت وزارة البيئة التركية إعتمادها إعادة تنظيم أراضي المدينة الجديدة "يني شهير" وتحويلها من أراضي زراعية إلى أراضي صالحة للإعمار، وبدأت الوزارة اعتمادها بالإيتاب الأول والثاني والثالث من أصل 7 إيتابات ، ويستطيع المستثمرين في هذه الأراضي استخراج وثيقة الطابو التي تفيد مطابقتها لشروط الاستثمار العقاري.
دخول دائرة الاسكان التركية TOKİ إلى المناطق التي تم اعادة تنظيمها، وإعلانها عن مشاريع سكنية ضخمة في المنطقة، وهو ما يعني التصديق الكامل من الحكومة التركية على بناء المدينة الجديدة "يني شهير"، وأننا سنشهد دخول خطوط الماء والكهرباء والغاز والانترنت إلى المنطقة في الفترة القصيرة القادمة.
بدء العمل على وضع الأساسات اللازمة لإنشاء خطوط السكك الحديدية ومتروهات الأنفاق اللازمة لوصل المدينة الجديدة بباقي مناطق مدينة إسطنبول.
من المتوقع أن يتم الكشف عن تفاصيل الجسر الثاني لقناة إسطنبول في الفترة القادمة، كما كان لدخول شركات الإعمار الكبرى من توكي واملاك كونوت إلى المنطقة دور كبير في عكس خطط المشروع على أرض الواقع.